معالج إنتل الجديد Core M تم إطلاقه في الربع الأخير من عام ٢٠١٤م، و لكنه صداه بدأ في الانتشار في الفترة الأخيرة، بعدما بدأت الأجهزة المحمولة التي تستمد القوة منه في الظهور. فما هو هذا المعالج؟ ما مميزاته؟ و أي فئة من المستخدمين يستهدف؟ و ما هو مستقبله؟ سنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة في الأسطر القادمة.ما هو هذا المعالج؟
معالج Core M هو واحد من سلسلة معالجات Core من انتل، إلى جانبه في السلسلة هناك Core i3 و Core i5 و Core i7، إضافة إلى الفئات الأكثر اقتصادية و الأقل أداءاً و نعني بها Pentium و Celeron و Atom. فماذا يضيف معالج Core M، و ما الذي يتميز به؟
صورة توضح فارق الحجم بين الجيل السابق و الجيل الجديد لمعالجات انتلما مميزاته؟يشكل المعالج الجديد فئة فريدة من معالجات إنتل، تركز على توفير معالج منخفض الاستهلاك الكهربائي، و منخفض الحرارة، مع تقديم أداء معقول للاستخدامات اليومية للمستخدم العادي. و بذلك يستهدف المعالج الحواسيب المحمولة من الفئة فائقة النحافة و التي لا تتضمن اية مراوح مزعجة، و يقدم هذا المعالج أداءاً كافياً للمستخدم البسيط الذي يكاد عمله يقتصر على تصفح الانترنت الانترنت إضافة إلى برامج الأوفيس و البرامج البسيطة الأخرى.
و في وصفها لأداء المعالج الجديد، فقد ذكرت إنتل أنه يتفوق بأكثر من مرتين من معالجها السابق لهذه الفئة ( تقصد بذلك معالج i5 520um)، و لتوضيح مقدار الأداء، فإنه يعادل أداء الحواسيب المحمولة متوسطة المستوى قبل ٤ أعوام، و هو شئ جيد لمعظم المستخدمين العاديين.
صورة توضح فائدة استخدام المعالج الجديد و انعكاساته على الأداء و الوزن و النحافةنبذة عن مواصفاته الرئيسية:
و لعل الكثير يتساءل، كيف أمكن تصميم معالجة حديث بهذا المستوى المعقول من الأداء بدون أن يحتاج لاستخدام اية مروحة لتبريده؟ الجواب يكن في نقطتين أساسيتين ركزت عليهما انتل في تصميمها. النقطة الأولى هي أن هذا المعالج يأتي بمعمارية Broadwell الجديدة، التي تصنع بتقنية ١٤نانومتر لأول مرة، و هذا في حد ذاته يخفض كثيراً من استهلاك الكهرباء كما يخفض من الانبعاث الحراري للمعالجة، و علاوة على ذلك قامت انتل بتقديم المعالج بتردد منخفض يتراوح بين ٨٠٠ ميجاهيرتز و ١.٢ جيجاهيرتز و بذاكرة كاش من المستوى الثالث مقدارها ٤ ميجابايت. و علاوة على ذلك جهزت انتل المعالج بنواتين فقط سعياً لتصغير حجمه و تقليص الحرارة، و النتيجة ان انتل نجحت في انتاج معالج تنبعث منه حرارة لا تزيد على ٤.٥ واط، و هذا الرقم هو في مستوى الحرارة التي يولدها معالج انتل ٤٨٦ دي اكس بتردد ٣٣ ميجاهيرتز الذي كانت تنتجه انتل في عام ١٩٨٩م. و هو آخر جيل من معالجات انتل لا يحتاج إلى مراوح. و للمقارنة فإن معالجات i7 تنبعث منها اكثر من ٨٠ واط من الحرارة.
شركة انتل تعرض مقدار تقلص الحجم على مستوى اللوحة الأم، و الفضل يعود لتقنية ١٤ نانومتر الجديدة
و بالنسبة لمستقبل هذا المعالج، فإننا نعتقد أن انتل صنعت هذا المعالج الجديد ليبقى، و بعد أن بدأ يغزو الحواسيب المتنقلة فائقة النحافة، فقد نراه قريباً في الأجهزة اللوحية، لينافس المعالجات المصممة بمعمارية ARM، و المشهود لها بالكفاءة في الموازنة بين الاداء و الاستهلاك الكهربائي و الانبعاث الحراري. و مع التقدم العلمي في هذا المجال، قد تصبح هذه الفئة من المعالجات كافية لجميع انواع المستخدمين.