في تغطيتها لجهازها الجديد Canon Connect Station على صفحتها النمساوية على الفيس بوك، نشرت كانون صورة تتضمن لمحة لكاميرا احترافية جديدة كلياً، مختلفة عن جميع الكاميرات الموجودة حالياً، فما حقيقة هذه الكاميرا؟ ما هي مواصفاتها؟ و متى نتوقع ان يتم الاعلان عنها؟ في هذا المقال التحليلي، نحاول أن نتصدى لهذه الأسئلة، و نكشف عن الغموض الذي يلف هذه الصورة و هذه الكاميرا الجديدة.
فلنق نظرة أقرب على الكاميرا الجديدة، و لنتأمل في التفاصيل الموجودة:
أول ما يلفت النظر في الصورة، هو عجلة التحكم الخلفية، فهي مختلفة عن ما هو موجود في جميع كاميرات كانون الاحترافية الحالية، لكنه يذكرنا ببعض كاميرات الكانون الحديثة من الفئات غير الاحترافية.
ما هي فئة الكاميرا الجديدة؟
من الوهلة الأولى يخال الإنسان أنه ينظر إلى Canon 80D (ما بعد 70D)، حيث يدفعه إلى ذلك الإعتقاد، وجود عجلة التحكم الخلفية و كذلك الشاشة العلوية للكاميرا، لكن مهلاً، يحتاج الأمر إلى المزيد من التأمل و التركيز لتتوضح الصورة بشكل أكبر.
هذه مقارنة جنباً إلى جنب بين الكاميرا الجديدة و اقرب كاميرتين لها في الشكل: كانون ٧٠دي و كانون ٧٠٠دي. و لتسهيل المقارنة و توضيح الاختلافات، قمنا بالتأشير على الأماكن الأكثر أهمية في الكاميرات الثلاث. الرقم (١) يظهر لنا أن الكاميرا الجديدة تملك شاشة علوية تماماً مثل كانون ٧٠دي، كما أنها تملك عجلة للتحكم الخلفي مشابهة لها أيضاً. في الجهة المقابلة فإن الكاميرا الجديدة تشابه كانون ٧٠٠دي في كونها تفتقد الزر AF-On (رقم ٢)، كما أنها تفتقد مفتاح التنقل بين نمط الفيديو و التصوير الفوتغرافي (رقم ٣). من خلال هذه المقارنة يتوضح لنا أن الكاميرا الجديدة هي من نفس فئة ٧٠٠دي، أو لنقل أنها فئة مطورة منها.
لماذا لا نعتقد أنها ٨٠دي القادمة؟
صحيح أن ٧٠دي تقترب من نهاية عمرها، و أن اصدار ٨٠دي بات وشيكاً، لكننا لو تأملنا في الصورة لوجدنا أن الكاميرا الجديدة لا يمكن أن تكون ٨٠دي. صحيح أنها تملك الشاشة العلوية و عجلة التحكم الخلفية، إلا أن ذلك ليس كافياً في حد ذاته. العجلة الخلفية تبدو أكثر بساطة من تلك الموجودة على ٧٠دي الحالية، و عدم وجود الزر AF-On (الرقم ٢)، هو من المميزات التي اعتدنا رؤيتها في الفئة XXD (بل هو من المميزات المحددة لهذه الفئة)، كل ذلك يشكل دليلاً واضحاً على أن الكاميرا الجديدة لن تكون ٨٠دي. و ما يؤكد هذا الكلام اكثر هو المساحة التي حددناها بالرقم٤، ففي الكاميرا الجديدة و كذلك ٧٠٠دي نجد أن المساحة اصغر بشكل واضح من نظيرتها في ٧٠دي، و هذا يكشف ان حجم الكاميرا الجديدة مشابه للكانون ٧٠٠دي، و لعلنا نستشف نفس هذه الحقيقة لو تأملنا تموضع و حجم باب بطاقة الذاكرة في الكاميرات الثلاث.
إذا كانت هذه الكاميرا هي ٧٥٠دي المرتقبة؟ فلماذا هذه التغييرات الكبيرة؟
لو تتبعنا تحرك شركة كانون في السنوات الأخيرة، للحظنا أنها كانت تقوم بإعادة صياغة تدريجية لجميع خطوط كاميراتها، فمع طرح كانون للفئة الجديدة ١٠٠٠دي، عملت كانون على ترقية جميع خطوطها بالتدريج، فقد رفعت معدل التصوير المتتابع في فئتها العليا ١دي اكس إلى ١٢ صورة في الثانية (واقعاً ١٤ صورة في الثانية بدون فوكس)، لتفسح المجال لرفع مستوى ال٧دي التي حصلت مؤخراً على ١٠ صور في الثانية بدل ٨، و هكذا بدأت كانون في ترقية جميع الفئات، و بدأت في الوقت ذاته ترقية الفئات الدنيا XXXD و XXXXD (يطلق عليهم فئة Rebel في أمريكا) بشكل تدريجي و بحيث لا تتصادمان مع بعضهما.
و لو تأملنا في الإصدار الأخير من كانون ١٢٠٠دي، فإن هذه الفئة قد خطت خطوات كبيرة، بحيث أصبحت تقترب من فئة XXXD، فبعد أن كانت ١٠٠٠دي تأتي ب١٢ ميجابكسل و نظام فوكس ب٧ نقاط و مسكة يد بلاستيكية خالية من المطاط، أصبح الموديل الجديد منها (١٢٠٠دي) يأتي ب١٨ ميجابكسل و نظام فوكس ذي٩ نقاط و مسكة يد مغطاة بالمطاط.
في المقابل لو تأملنا الفئة الأعلى منها (XXXD)، لوجدنا أن كانت تتطور أيضاً بوتيرة بطيئة، حتى أصبحت تمتلك مواصفات كانت حكراً على المستويات الأعلى من هذه الفئة، فقد أصبحت تملك نظام فوكس ب٩ نقاط جميعها صليبية (Cross Type Focus Points)، كما ارتفعت سرعة التصوير المتتابع لتصل إلى ٥ صور في الثانية. و هذه المواصفات كانت سابقاً حكراً على فئة XXD.
هذه المواصفات المتقدمة هي ما حتم أن تستلم الكاميرا ترقية في طريقة التحكم، و بذلك تكتمل الترقية. فالكاميرا الجديدة متوقع لها أن تكون في تصنيف جديد، فما عادت هي كاميرا المبتدئين، فقد حل محلها في تلك الفئة ١٢٠٠دي. بل يراد لها أن تكون في تصنيف أكثر تقدماً و هذا هو الدافع من وراء هذه التغييرات التعديلات المرتقبة.
ما هي المواصفات المتوقعة للكاميرا الجديدة؟
لحد الآن لا يوجد إعلان رسمي عن الكاميرا، و نرى أن نشر صورة الكاميرا بهذه الشكل غير المباشر من كانون، لم يكن وليد الصدفة، بل نعتقد أن كانون كانت قد نشرت صورة الكاميرا عمداً، فالنشر لم يكن لمرة واحدة بل لمرتين و في نفس الإعلان. و حتى عندما نبههم أحد متابعي صفحتهم على الفيس بوك لم يقوموا بحذف الصورة. لذا فإننا نعتبر الصورة إعلاناً غير مباشر، و لكنه مقنن في نفس الوقت، فهم لم يسمحوا بظهور إلا ما يريدون إظهاره.
من خلال الصور و تتبعنا لتاريخ شركة كانون، فإننا نتوقع أن تأتي الكاميرا بنفس السنسر الجديد الموجود في ٧دي مارك ٢، أي أن تكون بدقة ٢٠ ميجابكسل، و كون الكاميرتين بنفس السنسر يعني أنهما سيكونان متماثلتين في أداء الآيزو. ٧٠٠دي تأتي بمعالج ديجيك ٥ و هو أحد عوامل تمكنها في تصوير ٥ صور في الثانية، و مع ارتفاع دقة التصوير و تحسن الآيزو، فإننا نتوقع أن يتم تخطي معالج ديجيك ٥+، و أن يتم تزويد الكاميرا بمعالج ديجيك ٦. من ناحية التصوير المتتابع، هناك احتمال أن تقفز السرعة إلى ٦ صور في الثانية (على أن تقفز ال٨٠دي القادمة إلى ٨ صور في الثانية)، لكن الأرجح هو أن تحتفظ الكاميرا بنفس معدل السرعة، و يتم رفعها مستقبلاً إلى ٦ صور في الثانية. نقول ذلك لأن نهج كانون مؤخراً هو الإبقاء على معدل فارق صورتين في الثانية بين كل فئة و ما يليها في الفئة العليا، فالكانون ١دي اكس ١٢ صورة، تليها ٧دي مارك ٢ بمعدل ١٠ صور، و هكذا، فقد تلحقها الفئات الأدنى في هذه المعادلة بالتدريج. أما بالنسبة لنقاط الفوكس، فيحتمل أن يتم تزويدها ب١٩ نقطة فوكس (على أن يتم ترقية ٨٠دي لاحقاً بنظام فوكس أكثر تقدماً)، لكن الأرجح هو أن تظل الكاميرا على نقاطها ال٩ و تؤجل ترقيتها إلى ١٩ نقطة حتى ظهور ال٨٠دي. و قد تحصل الكاميرا على موشور زجاجي للفيوفايندر بدلاً من المرآة الخماسية، مما سيعطي إضاءة أفضل للفيوفايندر. نعتقد أن الكاميرا ستحصل على ميزة الوايفاي و الأغلب أنها ستتوفر بالجي بي اس أيضاً، أما الأكيد فإنها ستحظى بميزة NFC، و ما يدفعنا لهذا الاعتقاد هو نفس الاعلان الذي ظهرت فيه.
متى سيعلن عن الكاميرا؟ و كم سعرها المتوقع؟
ليست هناك أية أخبار أكيدة عن هذه الموضوع، لكن مادامت كانون قد أظهرت أو لنقل لمحت إلى إلى الكاميرا الجديدة في هذا التوقيت، فهذا يعني أن الكاميرا سترى النور قريباً جداً، و لعل المرجح أن تكون في النصف الأول من سنة ٢٠١٥م، و الأقرب هو أن يعلن عنها في حدود شهر مارس، لتطرح في الأسواق خلال شهرين من الإعلان عنها. أما السعر فنتوقع أن يكون بين ٩٠٠ و ١٠٠٠ دولار للبدي و يرتفع إلى ١١٠٠ دولار تقريباً للكاميرا مع العدسة الأصلية.