انتشرت بعض الشكاوي بين بعض المستخدمين الجدد لهاتف ايفون ٦اس، و لعل آخر هذه الشكاوي انخفاض جودة تصوير الهاتف عند التصوير في إضاءة منخفضة مع تشغيل ميزة الصور المتحركة، فما سبب هذه المشكلة؟ هل يعاني الهاتف الجديد من خلل في كاميرته؟ أم أن هناك سبباً آخر يقف وراء هذه الظاهرة.
في الحقيقة، فإن كاميرا الجهاز لا تعاني من أية مشكلة، و لنستطيع فهم السبب وراء هذه الظاهرة التي حيرت البعض، يجب علينا أن نفهم طريقة عمل كاميرا الجهاز عندما تنخفض الإضاءة. يعتمد ضبط الإضاءة في أي كاميرا على ٣ أشياء رئيسية: فتحة العدسة و الغالق و سرعة الآيزو. فتحة العدسة في هذا الهاتف و في جميع الهواتف ثابتة لاتتغير، و لذا فإن هذه الكاميرات تستطيع التحكم في إضاءة الصورة عبر طريقتين هما: سرعة الغالق (المدة التي يسمح فيها للضوء بالدخول عبر العدسة)، و سرعة الآيزو.
و قد لاحظنا من خلال التجربة مع آيفون٦ بلاس أن كاميرا الجهاز قد وضعت حداً أعلى للآيزو و هو ٥٠٠، و حداً أدنى لسرعة الغالق هو ١/٥، و ذلك بالاستفادة من مثبت الاهتزاز في حماية الصورة من الاهتزاز. و عند معاينة نتائج الجهاز الجديد (٦اس بلاس)، كان واضحاً بأن كاميرتي الجهازين تعملان بنفس الطريقة. الطريقة فعالة بلاشك، لكن عندما تنخفض الإضاءة عن حد معين، فإن برنامج الكاميرا لا يسمح للآيزو بالارتفاع عن ٥٠٠ و لا الغالق بأن يكون أبطأ من ١/٥ (رغم أنه يمكن ذلك)، و هو ما يجعل الصورة مظلمة.
الهاتف الجديد يحتوي ميزة الصور المتحركة، و في وضع الصور المتحركة، يلتقط الجهاز صوراً متتابعة بمعدل ١٥ صورة في الثانية لمدة ثلاث ثوان. و كون الجهاز يأخذ ١٥ صورة في الثانية الواحدة يعني أن الغالق مجبر بأن يكون ١/١٥ كحد أدنى، و هو ما يجعل الاضاءة في الصورة تنخفض بمقدار ٣ مرات (وقفة و نصف باصطلاح المصورين)، و هذا الانخفاض الكبير في الإضاءة هو ما يسبب تدني جودة الصورة، حيث لا مفر من أحد حلين: إما رفع سرعة الآيزو (مما يسبب مشكلة التشويش في الصورة) أو أن تبقى الصورة مظلمة مقارنة بالصورة الملتقطة بدون ميزة الصور المتحركة و التي تحصل فيها الصورة على ٣ اضعاف الضوء.