لعل البعض منكم قد استخدم اجهزة الكمبيوتر في الثمانينات و بداية التسعينات، و لاحظ أن هناك زراً قد اندثر منذ حوالي ٢٠ عاماً إلى غير رجعة. الزر الذي نتكلم عنه هو زر Turbo، الذي لم يكن من الممكن أن نرى حاسوباً يخلوا منه. فما هو هذا الزر؟ ما هي قصته؟ و لماذا اندثر هكذا بدون أي مقدمات؟
ما هو زر Turbo؟
كما يوحي اسم هذا الزر فهو مختص بسرعة الحاسوب، إلا أن هذا الإسم خداع، فهو لا يقوم بزيادة سرعة الكمبيوتر، لكنه كان يقوم بمهمة فائقة الأهمية للمستخدمين في تلك السنوات. لنفهم ذلك بشكل أكبر فلنق نظرة على قصة هذا الزر.
قصة زر Turbo:
عندما أطلقت شركة IBM حاسوبها الأول، و هو IBM PC 5150، كان مجهزاً بمعالج 8088، و هو يعمل بتردد 4.77 ميجاهيرتز. و رغم أن هذا الرقم يبدو ضئيلاً بمقاييس اليوم، إلا أنه كان كافية لتشغيل كافة تطبيقات تلك الفترة.
تم استخدام تردد المعالج في البداية كمقياس لتوقيت جميع البرامج و الألعاب
و قد قام جميع المطورين بتصميم برامجهم لتعمل على السرعة التي يوفرها معالج هذا الجهاز، لكنهم ارتكبوا خطأً كبيراً، و هو أنهم استخدموا تردد المعالج كمقياس لتوقيت البرامج و الألعاب. و ما حدث بعد فترة هو أن المعالجات بدأت في التطور فظهرت معالجات 286 و 386 و 486، و زادت السرعة مع تطور و ظهور المعالجات الجديدة، فبعد أن كان التردد 4.77 ميجاهيرتز، زاد التردد إلى ٦ و ٨ و ١٦ و ٣٣ ميجاهرتز.
تطور سرعة المعالجات جعل ألعاب و برامج دوس أسرع من أن يمكن استخدامها
زيادة تردد المعالج جعل الألعاب و البرامج القديمة تعمل برتم سريع جداً، مما جعل هذه البرامج و الألعاب غير قابلة للاستخدام. و لحل هذه المشكلة تم ابتكار زر Turbo، و وظيفته ليست زيادة السرعة كما ذكرنا، بل تخفيض السرعة حتى تصبح البرامج و الألعاب بسرعة مناسبة للاستخدام.
في البداية كان زر Turbo يبطئ سرعة الجهاز عند تفعيله، و تعود السرعة إلى أصلها عند ايقاف عمله، مما سبب ارباكاً في الاستخدام، لذا فقد تم تصحيح ذلك فيما بعد، و ذلك بأن يقلع الجهاز و زر Turbo مفعل (الضوء الخاص به يعمل)، و يكون الكمبيوتر بسرعته الأصلية، و عند ضغط زر Turbo يتم تخفيض السرعة إلى السرعة المناسب لتشغيل البرامج و الألعاب القديمة، مع إطفاء الضوء الخاص بهذه الوظيفة.
و قد قام المطورون بتلافي هذا الخطأ في برامجهم و ألعابهم التالية، فاعتمدوا أساليب أخرى لضبط ايقاع برامجهم، و بذلك انتهت الحاجة إلى زر Turbo، و اندثر هذا الزر تدريجياً، و قد ظل هذا الزر موجوداً في بعض الكمبيوترات حتى أواسط التسعينات بدون أن تكون لديه وظيفة.