مضت سنتان على طرح آيفون٦ و ٦بلاس. و رغم زوبعة الإنثناء التي واجتها أبل مع إطلاق الجهازين، إلا أن كل شئ مر بسلام أو هكذا يبدو.
واجه جهازا آيفون٦ و ٦بلاس زوبعة سببها إمكانية إنثناء الجهازين
في الفترة الأخيرة بدأت مشكلة جديدة في الظهور في هذين الجهازين، حيث أن أعداداً متزايدة من أصحاب هذين الجهازين بدؤوا بالشكوى من توقف نظام اللمس في هذين الجهازين بالتحديد عن العمل، مع ظهور خط أبيض في أعلى الشاشة. نفس الأعراض بالضبط بدأت بالظهور لدى الكثير من المستخدمين، و يبدو أن العدد في تزايد. و قد تمت تسمية هذه المشكلة بمرض اللمس (Touch Disease). فما هي هذه المشكلة؟ ما هي حقيقتها؟ و ما أسبابها؟
قام موقع ifixit المشهور بتفكيك الأجهزة بدراسة هذه المشكلة، فتوصل إلى أن هناك ثلاثة أسباب تقف وراء المشكلة، أحدها هو نفس المشكلة التي سببت الزوبعة مع بداية إطلاق الجهازين.
يتميز الجهازان بالنحافة و أنهما مصنوعين من الألمنيوم، و رغم أن ذلك يعطيهما طابعاً أنيقاً، إلا أن لذلك ضريبته الباهظة، حيث تبين أن الجهازين يمكن أن ينثيا إذا تعرضا لضغط معين، كما يحدث عند الجلوس عليهما. و أدرك الكثيرين هذا الأمر، فكان من ضمن التوصيات ألا يتم وضع الجهاز في الجيب الخلفي للبنطال و الجلوس عليه. كان ذلك حلاً مقنعاً و مرضياً للكثير من المستخدمين.
اللوحة الأم لجهاز آيفون٦ و تبدو بدون أي هيكل معدني للتدعيم
و رغم أن العمل على أبقاء الجهاز بعيد عن الضغط يقيه خطر الإنثناء، إلا أن الضغط البسيط الذي يتعرض إليه جهاز مرن مصنوع من الألمنيوم له أثره على المدى البعيد. الجهاز كونه من الألمنيوم يملك مقداراً من المرونة بحيث يمكن أن يتقوس بنسبة ضئيلة عند الضغط و يعود إلى حاله الطبيعي مع زوال الضغط.
اللوحة الأم لجهاز آيفون٦٥إس و تبدو مع هيكل معدني للتدعيم
داخل الجهاز توجد اللوحة الأم، و التي تضم بدورها رقاقات خاصة بنظام اللمس ملحومة عليها، و مع تعرض اللوحة الأم للتقوس ثم العودة إلى حالتها الأولى، يبدأ لحام هذه الرقاقات المهمة بالاهتراء تدريجياً، لتبدأ مشاكل اللمس بالظهور بشكل تدريجي، إلى أن يصبح اللمس في الشاشة يتعطل بشكل لا يطاق مع ظهور خط أبيض أعلى الشاشة.
و قد قارن موقع ifixit بين اللوحة الأم في آيفون٦ و ٦بلاس و بين الأجهزة السابقة من نفس الشركة، فوجد أن أبل كانت تضع هيكلاً معدنياً يحافظ على صلابة اللوحة الأم و يحميها من الضغط، أما في آيفون٦ بنوعيه فإن هذا الهيكل المعدني بات مفقوداً.
صورة مكبرة لرقاقات اللوحة الآم في آيفون٥إس، ويبدو استخدام الصمغ الخاص
إضافة لذلك فقد تمت ملاحظة أن الموديلات السابقة كانت تعتمد كإجراء احتياطي على وضع نوع من الصمغ الخاص أسفل رقاقات التحكم باللمس، لتعطيها تدعيماً إضافياً،و هذا الإجراء أيضاً مفقود في آيفون٦ و ٦بلاس.
العوامل التي ذكرناها تجعل من هذه المشكلة قنبلة موقوتة قد تضرب هاتفك من نوع آيفون٦ في أية لحظة، أما علاجها فهو مكلف، حيث يتطلب فك رقاقات التحكم باللمس و إحلال واحدة جديدة محلها.
و في الوقت الحاضر، ترفض أبل إصلاح المشكلة بشكل مجاني، بلحاظ أن ضمان الهاتف قد انتهى، مع عدم اعترافها بأن المشكلة هي بسبب خطأ في تصميم الجهاز. هذا ما دفع الكثيرين للتفكير بمقاضاة أبل، و قد نسمع قريباً عن شكاوى جماعية تقدم للقضاء للبت في هذا الموضوع. فهل تعترف أبل بالمشكلة لتحلها؟ أما أن القضاء هو من سيفصل في الموضوع؟