كشفت شركة إنتل مؤخراً عن عائلة معالجات Core X الجديدة، و تهدف هذه العائلات إلى إعادة صياغة مفهوم الأداء للمستخدم العادي من جهة، و إلى مواجهة معالجات Ryzen الجبارة من منافسها العتيد AMD من جهة أخرى. فماذا تقدم هذه العائلة الجديدة من المعالجات؟ ما الجديد فيها؟ و ما هي أبرز مميزاتها؟
تعدد المهام.. Megatasking:
مخطط توضيحي لتقنية Hyperthreading من إنتل
منذ إطلاق إنتل لتقنية تعدد الأنوية قبل أكثر من عشر سنوات، و الشركة تعمل رفع الأداء عند التعامل مع أكثر من مهمة في وقت واحد، لذلك عملت في البداية على تطوير تقنية Hyperthreading (اختصاراً HT)، و تعمل هذه التقنية على إظهار المعالج لنظام التشغيل على أنه اثنان و تعمل كل نواة على معالجة خيطي معالجة بدلاً من خيط واحد، كما تقوم بجدولة التعليمات المرسلة للمعالج حتى يتمكن من إنجاز تعليمات أكثر لنفس تردد الساعة. و لتطوير إمكانيات تعدد المهام أكثر طرحت إنتل تقنية الأنوية المتعددة للمعالج، فصارت لدينا معالجات ثنائية النواة و رباعية النواة، و في عائلة Core X الجديدة، أضحت لدينا خيارات واسعة من هذه الناحية تتراوح بين ٤ أنوية و حتى ١٨ نواة، و إذا وضعنا في الحسبان وجود تقنية Hyperthreading في أغلب معالجات العائلة الجديدة، فإن ذلك يفتح الباب على مصراعيه لإمكانيات هائلة في تعدد المهام.
قابلية كسر السرعة .. Overclockabilty:
صورة توضيحية لخيارات كسر السرعة من البيوس
يمكن التحكم بتردد المعالج عبر أمرين: تردد ناقل الذاكرة و معامل الضرب. فلو كان عندنا معالج بمعامل ضرب ٢٠ و تردد ذاكرة ١٠٠ ميجاهيرتز، فإن تردد هذا المعالج سيكون ٢ جيجاهيرتز (٢٠ X ١٠٠)، لكن موضوع كسر سرعة المعالج ليس بهذه البساطة، فقد قامت إنتل منذ نهاية التسعينات (أيام معالج بينتيوم٢) بتضييق الخناق على عشاق كسر السرعة، فمنذ ذلك الحين و معالجات إنتل تمنع التحكم بمعامل الضرب، و يبقى الخيار الوحيد هو محاولة العبث بتردد ناقل الذاكرة، و هذا يقلل بشكل كبير من نسبة نجاح كسر السرعة، خصوصاً و أن عمل ذلك سيلقي بأثره على الكثير من مكونات النظام و أولها الذاكرة.
و قبل فترة قامت إنتل بإتاحة مجموعة قليلة من معالجاتها عالية الأداء بخاصية معامل الضرب المفتوح، و قد ميزتها بالحرف K في نهاية اسم الموديل. أما الآن فإن إنتل قد طرحت عائلة كاملة من المعالجات بمعامل ضرب مفتوح، فكل من يقتني معالجاً من عائلة Core X فإن بإمكانه كسر تردد معالجة بكل سهولة، لكن مقدار الزيادة المتحصلة من كسر السرعة سيعتمد على خبرة المستخدم في القيام بالإجراءات المناسبة و كذلك توفير التبريد المناسب للمعالج.
تجربة مختلفة في الألعاب:
توفر عائلة معالجات Core X الجديدة طاقة هائلة لمحبي الألعاب، و رغم أن المعالجات المتوفرة حالياً بإمكانها تلبية احتياجات المستخدم، إلا أن معالجات Core X من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في تجربة المستخدم، فمع القدرات الهائلة للمعالجات الجديدة و إمكانياتها في مجال تعدد المهام، فإن سيكون بإمكان المستخدم أن يلعب أكثر الألعاب نهماً لطاقة المعالجة، و في ذات الوقت فسيكون بمقدوره بث ما يقوم بلعبه، و فوق ذلك القيام بتسجيل مراحل اللعب ليقوم بنشرها لاحقاً عبر الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي.
إقض ساعات أطول في الإبداع:
تتميز معالجات Core X الجديدة بتعداد أنوية أكثير من ذي قبل، و يمكنك أن تختار بين معالجات تتضمن ٤، ٦، ٨، ١٠، ١٢، ١٤، ١٦ أو حتى ١٨ نواة معالجة في رقاقة واحدة. و هذا لن يسمح لك بعمل رندر في وقت أقصر فحسب، بل بإمكانك أن تقوم بالكثير من العمل و الإبداع دون أن تنتظر أن ينتهي جهازك من عملية الرندر، و بفضل تقنية Turbo Boost Max 3.0 فإن بإمكانك تحديد التطبيقات النهمة لطاقة المعالجة و التي تريد أن يخصص لهما المعالج أفضل نواتين لديه.
و تدعم المعالجات الجديدة أيضاً الذاكرة رباعية القناة، مما يعطيك استجابة أعلى في الأداء خصوصاً عند العمل مع الملفات الضخمة.
طاقم رقاقات X299 و المقبس الجديد:
إذا كنت تخطط لمعالج من عائلة Core X الجديدة، فلا بد من اقتناء لوحة أم بطاقم رقاقات X299
تم تصميم طاقم رقاقات جديدة خصيصاً لمعالجات Core X الجديدة، و يحمل طاقم الرقاقات الجديد اسم X299. و يوفر طاقم الرقاقات الجديد الأرضية التي تحتاجها هذه المعالجات للإنطلاق إلى أفق جديدة من الأداء، فهي توفر معامل الضرب و تردد ناقل الذاكرة المفتوحين من أجل مرونة كبيرة في كسر السرعة، كما أنها تدعم تقنية إنتل Optane الجديدة التي تعد بسرعات جديدة لوحدات التخزين.
أفراد عائلة Core X:
معالجات i5 الجديدة:
تعد معالجات i5 هي الفئة المنخفضة بالنسبة لمعالجات Core X، و هي الفئة المخصصة لمن للمستخدمين الذين لا يحتاجون أعلى متطلبات الأداء، و يودون الدخول إلى عائلة Core X بأقل تكلفة ممكنة. و توفر إنتل معالجاً وحيداً في هذه الفئة هو i5 7640X، و هو معالج رباعي الأنوية بتردد ٤ جيجاهيترز، لكنه لا يتضمن تقنية Hyperthreading. يدعم هذا المعالج قناة ذاكرة ثنائية، و يتضمن ذاكرة من المستوى الثالث مقدارها ٦ ميجابايت. أما سعر هذا المعالج فهو ٢٤٢ دولاراً أمريكياً.
معالجات i7 الجديدة:
أعلنت إنتل عن ٣ معالجات من هذه الفئة، أقلها سعراً هو i7 7740X، و هو يشترك في معالج i5 في كونه يدعم قناة ذاكرة ثنائية، فيما تدعم جميع المعالجات الأخرى التي تم الإعلان عنها قناة رباعية للذاكرة. تأتي معالجات i7 الجديدة بترددات متنوعة و عدد أنوية يتراوح بين ٤ و ٨ أنوية، و تدعم جميعها تقنية Hyperthreading مما يعطيها أفضلية واضحة على معالجات i5. و تتضمن هذه المعالجات ذاكرة كاش من المستوى الثالث تتراوح بين ٨ و ١١ ميجابايت. أما أسعارها بتتراوح بين ٣٣٩ و ٥٩٩ دولاراً أمريكياً.
معالجات i9 الجديدة كلياً:
مع طرح هذه العائلة الجديدة من المعالجات تراجع معالج i7 من كونه الفئة العليا لمعالجات الأجهزة المكتبية، و أصبح في المرتبة الثانية بعد معالجات i9. أعلنت إنتل عن ٤ معالجات في هذه الفئة، إلا أنها أفصحت عن مواصفات واحد منها فقط، و هو المعالج i9 7900X، و هو معالج يتكون من ١٠ أنوية تعمل بتردد ٣.٣ جيجاهيرتز، و تصل إلى ٤.٣ باستخدام تقنية Turbo Boost 2.0 و حتى إلى ٤.٥ جيجاهيرتز عند تصبح تقنية Turbo Boost 3.0 نشطة. و بالنسبة للذاكرة كاش من المستوى الثالث فإنها تبلغ ١٣.٧٥ ميجابايت، و يبلغ سعر هذا المعالج ٩٩٩ دولاراً أمريكياً.
هناك أيضاً ٤ معالجات i9 من المنتظر أن تفصح إنتل عن مواصفاتها لاحقاً هذا العام، و هي تحتوي على تعداد انوية يترواح بين ١٢ و ١٨ نواة، و سيكون سعر المعالج الأخير منها (ذو ال١٨ نواة) ١٩٩٩ دولاراً أمريكياً.
جدول لمواصفات عائلة معالجات Core X
عائلة جديدة مقبس جديد:
تم تصميم عائلة معالجات Core X لتعمل مع طاقم الرقاقات الجديدة X299 و المقبس الجديد Socket 2066، مما يجعلها غير متوافقة مع اللوحات الأم الحالية. إذا كنت تود شراء حاسوب شخصي جديد قريباً، فنصيحتنا هي أن تتريث قليلاً حتى نزول المعالجات الجديدة، فهي تقدم الكثير من الأداء و المميزات.