أطلقت شركة هواوي مؤخراً هاتفيها الجديدين بي٢٠ و بي٢٠ برو ، و لعل أبرز ما يشد الأنظار إلى هذين الهاتفين الجديدين هو منظومة التصوير الجديدة التي تتكوين من كاميرين خلفيتين في النسخة العادية من الجهاز، و ثلاث كاميرات خلفية في نسخة البرو. و قد أثبت الجهازين الجديدين تفوقاً كبيراً على المنافسين في التصوير الليلي، خصوصاً في الإضاءة المنخفضة، و قد عرضت شركة هواوي مقارنة تبين الفارق الهائل بين تصوير جهازها الجديد و جهاز سامسونغ إس٩ بلاس. في هذا المقال نتعرض لبعض الأسرار التي ساهمت في صنع هذا الفارق الكبير.
الكاميرا ذات السنسر الأحادي:
اتجهت كثير من الشركات إلى استخدام وحدتي تصوير في هواتفها، و قد استفادت هذه الشركات من وحدة التصوير الثانية في توفير تقريب أكبر كما فعلت أبل و سامسونغ، أو زاوية رؤية أوسع كما فعلت إل جي، و قد تم توظيف نظام الكاميرا الثنائية في توفير بيانات ضوئية أكثر بحيث يمكن الإفادة منها في تطبيق البورتريه و عزل الخلفية على الصعيد البرمجي.
سنسر الكاميرا لا يستطيع التمييز بين الألوان، لذلك يتم استخدام فلتر Bayer
أما شركة هواوي فقد كانت لها وجهة نظر مغايرة، فقد آثرت أن تكون وحدة التصوير الإضافية مزودة بسنسر أحادي الألوان (أبيض و أسود)، و قد يعتقد البعض أن هذه الخطوة تهدف لتوفير ميزة التصوير الأحادي، إلا أن هذه الميزة يمكن توفيرها باستخدام السنسر الملون و ذلك بتحويل الصورة برمجياً للألوان الأحادية و يمكن لذلك أن يحدث في الوقت الحقيقي (Realtime)، أي يمكن للمستخدم أن يرى الصورة قبل و أثناء و بعد التقاطها و هي بالألوان الأحادية. و في الواقع فإن السبب الأهم لاستخدام السنسر الأحادي هو الحصول على صورة ذات جودة عالية، حيث يمكن للسنسر الأحادي تجميع ما يصل إلى أربعة أضعاف الضوء الذي يستطيع السنسر الملون جمعه، و السر في الذي يرجع إلى استخدام السنسر الملون لفلتر فوقه (Bayer Filter)، و هذا الفلتر لا يسمح بمرور كامل الضوء إلى السنسر. يمكنكم قراءة المزيد من المعلومات حول فلتر Bayer و طريقة عمله من هنا.
يفقد السنسر الكثير من كفاءته في جمع الضوء بسبب فلتر الألوان
إذن فالسنسر الأحادي يستطيع جمع بيانات ضوئية أكثر بكثير من السنسر الملون، و بالتالي فإن الصورة الناتجة منه أكثر نقاءاً و تفاصيلاً و دقة، و يتميز السنسر الأحادي في الإضاءة المنخفضة. لكن في نفس الوقت فإن السنسر الأحادي يفتقد للألوان. و هنا يأتي دور السنسر الملون، فصحيح أن السنسر الملون يوفر جودة صورة أقل من السنسر الأحادي، خصوصاً عندما تنخفض الإضاءة، إلا أنه يتميز بالتقاط الألوان، و هكذا يقوم الهاتف بأخذ الصورة بأعلى جودة و تفاصيل ممكنة من الكاميرا الأحادية، ثم يضيف إليها الألوان من الكاميرا الملونة، و بدمج الصورتين تنتج عندنا صورة بجودة عالية و تشويش قليل و تفاصيل عالية، و فوق ذلك ألوان جميلة.
تقنية Pixel Binning:
تعتمد تقنية Pixel Binning في هاتف هواوي على اعتبر كل ٤ بكسلات كبكسل واحد
و رغم أن هذه التقنية ليست جديدة في الكاميرات، حيث سبق لشركة كانون استخدامها في كاميرا G12، لكن تظل هذه التقنية جديدة على كاميرات الهواتف الذكية. و تعتمد هذه التقنية على اعتبار كل ٤ بكسلات متجاورة بمثابة بكسل واحد، و هكذا فإننا سنحصل على ٢٥٪ من دقة الكاميرا، لكننا في المقابلة سنحصل على ٤ أضعاف كمية الضوء للبكسل الواحد، و هو ما سيعطينا جودة صورة أفضل ب٤٠٠٪ في الإضاءة الخافتة. و ستكون الصورة الناتجة من استخدام هذه التقنية ١٠ ميجابكسل (الدقة الأصلية ٤٠ ميجابكسل).
نموذج عرضته شركة هواوي لإمكانيات هاتفها في الإضاءة المنخفضة و تفوقها على المنافسين
مثبت الاهتزاز الفائق:
لعلك لو أخبرت مصوراً محترفاً بأنك قد التقطت صورة بتعريض ٤ ثوانٍ كاملة و بدون استخدام حامل ثلاثي، فإنك ستتعرض للسخرية من قبل هذا المصور، و قد يكون معه الحق، فقبل الإعلان عن هاتف هواوي الجديد بي٢٠ (و شقيقه بي٢٠ برو) كان من رابع المستحيلات إلتقاط صورة بهذا الزمن من التعريض و باستخدام يدك وحدها.
و قد قامت شركة هواوي بعمل يستحق الإعجاب فيما يتعلق بمثبت الاهتزاز المتوفر في كاميرا هاتفها الجديد، و ذلك بتطوير مثبت الاهتزاز البصري، و الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في زيادة قدرات هذا المثبت، فالكاميرا الجديدة وفرت عليك التنقل بالحامل الثلاثي، فأصبح حاملك الثلاثي و كأنه في جيبك، و هذه الميزة تعطي كاميرا الهاتف الجديد أفضلية كبيرة على منافسيه، خصوصاً عندما تنخفض الإضاءة إلى حدود لا تستطيع معها العين رؤية المشهد المراد تصويره.
الخلاصة:
أحسنت شركة هواوي بالاستفادة من السنسر الأحادي لدعم جودة الصورة، و قد حصلت من خلاله على ما يصل لوقفتين من الإضاءة (الوقفتين تعادلان ٤ أضعاف الإضاءة)، كما أنها حصلت على وقفتين إضافيتين من استخدام تقنية Pixel Binning في أوقات الحاجة، مما يرفع عدد الوقفات المستفادة إلى ٤ وقفات، أي ما يعادل ١٦ ضعف الإضاءة التي يمكن للمنافسين الحصول عليها. هذا الرقم الذي حققته شركة هواوي في كاميرتها الجديدة هو ما مكنها من توفير حساسية آيسو تصل إلى ١٠٢٤٠٠، و هو فارق كبير عما يتوفر في باقي الهواتف. كل هذا الفارق و نحن لم نتحدث بعد عن مثبت الاهتزاز الذي يوفر ٤ ثوانٍ من التثبيت، و هو ما يسمح بالتصوير في أماكن مظلمة جداً، و هذا هو السر في الفارق الذي استعرضته مقارنة هواوي بين كاميرتها الجديدة و كاميرا سامسونغ إس٩ بلاس، و إذا أدركنا ذلك، فلا غرابة أن يتصدر هاتف هواوي الجديد اختبارات DxoMark بلا منافس.