عقدت أبل مؤتمرها السنوي لشهر سبتمبر ٢٠١٨م، ذلك في مسرح ستيف جوبز بمقرها في كاليفورنيا، و كشفت فيه الشركة عن الجيل الجديد من ساعتها و كذلك أجهزة آيفون لعام ٢٠١٨م.
و قد ابتدأ المؤتمر بمقطع فيديو، تحاول بطلته إيصال حقيبة سرية إلى رئيس أبل، و ذلك ضمن مهلة زمنية ضيقة، و بالفعل نجحت بطلة الفيديو في إيصال الحقيبة في الوقت المحدد، ليفتحها تيم كوك، لينكشف أن بداخلها جهاز التحكم في الشرائح، ما إن استلمه كوك حتى دخل إلى المسرح مرحباً بالحضور الذي تجمع ليرى ما ستكشف عنه أبل.
استعراض لآخر الإنجازات و الأرقام:
استهل تيم كوك حديثه-كالعادة- بالتطرق إلى متاجر أبل و الإعلان عن أهم الإحصائيات الأخيرة، و قد ركز كوك على وصول عدد أجهزة أبل الذكية (أجهزة iOS) المباعة إلى ٢ بليون جهاز.
الجيل الرابع من ساعة أبل:
كشفت أبل عن الجيل الرابع من ساعتها الذكية بتحسينات و تطويرات متعددة، و لعل أبرزها هو تصغير إطار الشاشة، لتصبح الشاشة أكبر من الأجيال السابقة، حيث زاد مقاس شاشة الموديل الأصغر من ٣٨مم إلى ٤٠مم (بزيادة ٣٢٪)، بينما أصبح الموديل الأكبر بشاشة ٤٤مم (بزيادة ٣٥٪) بعد أن كان ٤٢مم في الأجيال السابقة.
وقد طورت أبل ساعتها في ثلاثة محاور، و هذه المحاور هي الاتصال و الرياضة و الصحة. فمن ناحية الاتصال قامت أبل بزيادة شدة الصوت لسماعة الساعة بنسبة ١٥٠٪، كما قامت بتغيير مكان المايكروفون ليكون بعيداً عن السماعة لتجنب حدوث صدى الصوت. كذلك حرصت أبل على تصميم الجزء السفلي من الساعة من السيراميك و الياقوت الشفاف لضمان جودة اتصال عالية.
و في محور الرياضة، فالساعة الجديدة يمكن اكتشاف نوع التمرين الذي يقوم به المستخدم، كما تتضمن تمارين جديدة لليوغا و المشي الطويل. و تم تطوير الواجهة و استغلال مساحة الشاشة لمتابعة التمارين و تمارين التنفس من شاشة عرض الوقت و بدون الدخول إلى أية برامج.
أما في المحور الصحي، فقد أصبح بالإمكان الحصول على تخطيط للقلب بسهولة باستخدام الساعة، و ذلك بمجرد وضع الاصبع على زر التحكم، كما يمكن مشاركة التخطيط مع أجهزة أبل الأخرى، و إرسال التخطيط للطبيب لتقييمها.
و تراقب ساعة أبل دقات القلب بشكل مستمر، و عند اكتشاف أي نشاط غير عادي للقلب، سواء كان ذلك بتباطؤ دقات القلب أو ارتفاع سرعتها، فإن الساعة تقوم بإشعار المستخدم فوراً عن هذه التغيير، ليمكنه زيارة الطبيب للاطمئنان على صحته.
و زودت أبل الساعة بجايرومتر متطور، يرسل بيانات مستمرة للمعالج، و بذلك يمكن للساعة عن طريق الذكاء الاصطناعي أن تتعرف على حالات السقوط، و بالتالي تستطيع أن في هذه الحالات أن تعرض على صاحب الساعة طلب المساعدة الطبية، و في حال بقاء المستخدم بلا حراك لمدة دقيقة كاملة، فإن الساعة تقوم -من ذاتها- بالاتصال بالدعم الطبي و إرسال بيانات المكان و الزمان للحادثة.
التطويرات التي طرأت على الساعة لا تقتصر على حجم الشاشة، بل تشمل أيضاً معالجاً أسرع، حيث زودت أبل الساعة بمعالج S4 الجديد، و هو معالج ثنائي النواة، و هو يتفوق على الجيل السابق بنسبة تصل إلى ٢٠٠٪.
و زودت أبل زر الساعة بمحرك يرسل نبضات تسهل عليه التحكم، حيث تجعل هذه الميزة المستخدم يشعر بأنه يدير زراً ميكانيكياً حقيقياً، و يستطيع بسهولة استشعار تحريك الصفحات، و تحريكها واحدة واحدة. و رغم كل هذه التحسينات و المعالج الأسرع، فإن الساعة لاتزال تحافظ على أداء بطارية يسمح بتشغيل ليوم كامل.
حددت أبل سعر الساعة ب٣٩٩ دولار للنسخة العادية و ٤٩٩ دولار للنسخة الخلوية. و أعلنت أبل أن الجيل السابق سيظل موجوداً و سيكون بسعر مخفض يبلغ ٢٧٩ دولاراً.
أجهزة آيفون ٢٠١٨م:
ثم انتقلت أبل للحديث عن أجهزة آيفون لهذا العام، حيث أعلنت عن ٣ أجهزة، و هي iPhone Xs و iPhone Xs Max و iPhone XR. حيث يأتي الجهاز الأول تحديثاً لجهاز iPhone X الذي أطلقته أبل في العام الماضي، أما الجهازان الآخران فهما جديدان كلياً، لكن جميع الأجهزة لهذا العام يعتمدون نفس التصميم العام لجهاز iPhone Xs.
هاتفا iPhone Xs و iPhone Xs Max:
و تقدم أبل هاتف iPhone Xs كموديل الجديد من بعد iPhone X. يأتي الجهاز بشاشة ٥.٨ بوصة من نوع OLED، مع نتوء يضم كاميرا العمق الحقيقي، و قد وعدت أبل بسرعة أكبر و دقة أعلى و أمان أكثر في فتح الهاتف بالتعرف على الوجه.
و صرحت أبل بأن هذين الهاتفين مزودين بأقوى أنواع الزجاج مطلقاً على مستوى جميع الهواتف الذكية، كما أنهما يحققان معيار IP68، مما يعني إمكانية طمرهما تحت مترين من المياه و لمدة تصل إلى نصف ساعة، دون أن يتعرضا لأي ضرر. و لم تكتف أبل بتجربة الجهازين في الماء، بل اختبرتهما مع العديد من أنواع السوائل.
أطلق أبل على الشاشة مسمى Super Retina، حيث تأتي بكثافة نقطية تبلغ ٤٥٨ بكسل في البوصة الواحدة، و تبلغ دقة شاشة جهاز iPhone Xs ٢٤٣٦*١١٢٥، بينما تبلغ دقة شاشة iPhone Xs Max ٢٦٨٨*١٢٤٢، و مقاسها ٦.٥ بوصة رغم أن حجم الجهاز لا يتجاوز حجم آيفون٨ بلاس (بشاشة ٥.٥ بوصة). لهذا السبب قررت أبل تسميته iPhone Xs Max، و ذلك كونه أكبر أجهزة آيفون من ناحية الشاشة، فشاشته أكبر من آيفون٨ بلاس. تدعم الشاشة معيار HDR10، و شاشته توفر زيادة في المجال الديناميكي بنسبة تزيد على ٦٠٪ عن الموديل السابق.
و يوفر الجهازات سماعتين: واحدة من الأعلى و الأخرى من الأسفل لجودة صوت أعلى و تمثيل أكثر واقعية للصوت خصوصاً في الألعاب.
يأتي الجهازان بالمعالج الجديد A12 Bionic المصمم من قبل أبل، و هو أول معالج تستخدمه أبل مصنع بدقة ٧ نانومتر، و يحوي في داخله ٦.٩ بليون ترانسيستور. و يتضمن المعالج ستة أنوية، و ٤ انوية للمعالج الرسومي، إضافة لوحدة معالجة متخصصة في الذكاء الاصطناعي.
يأتي المعالج بنواتين عاليتي الأداء، و بارتفاع في الأداء بنسبة ١٥٪ و انخفاض في الاستهلاك بنسبة ٤٠٪ مقارنة بنواتي الأداء في معالج العام الماضي. أما أنوية الاقتصاد (الأربعة الباقية) فهي توفر في استهلاك الطاقة أكثر من العام الماضي بنسبة ٥٠٪.
أيضاً يحتوي المعالج على وحدة معالجة متخصصة في الصور (ISP)، تسرع عمليات ضغط الفيديو و فكه بصيغة HEVC. و تساعد في توفير إمكانيات تتوفر للمرة الأولى في كاميرا الهاتف. أما على صعيد وحدة معالجة الذكاء الاصطناعي فقد أعلنت أبل أن المعالج الجديد يتفوق بتسع مرات على الجيل السابق في عمليات تعلم الآلة، و مع استخدم ١ على ٩ من الطاقة. و توفر وحدة المعالجة الرسومية في الجهازين قدرات فائقة في عمل الرندر في الألعاب، و تتفوق في تطبيق الإضاءة في المشاهد المختلفة. و توفر أبل للمرة الأولى خيار ٥١٢ جيجابايت للسعة التخزينية في هذين الجهازين.
و استعرضت أبل بعضاً من قدرات هواتفها الجديدة في مجال الواقع المعزز، في ظل وجود المعالج الجديد A12 Bionic و المتضمن لوحدة معالجة الذكاء الاصطناعي، و كذلك في ظل ظل وجود الكاميرا التي تمت معايرتها لتقديم أفضل تجربة في مجال الواقع المعزز. حيث يمكن للجهازين التعرف على الأشياء و فصلها عن الخلفية، كما يتوفر تطبيق Measure المدمج في النظام و الذي يمكن قياس الأشياء بتوجيه الكاميرا عليها.
كذلك استعرضت أبل مجموعة من الألعاب التي تظهر قدرات الجهازين، و أفردت فقرة خاصة لعرض إحدى الألعاب التي توضح كيف يمكن لمجموعة من اللاعبين التنافس فيما بينهم في لعبة واحدة باستخدام الواقع المعزز. و كذلك تطبيقاً يستطيع تحليل حركة اللاعبين بمجرد توجيه الكاميرا عليهم، حيث يقوم البرنامج بتسجيل كل حركاتهم، و أماكن تصويبهم و نسب الإصابة و الكثير من المعلومات التي تهم اللاعبين ليطوروا من أدائهم.
و لم تفوت أبل استعراض مجموعة من أفضل الصور التي التقطها عدد من المصورين في مختلف أنحاء العالم باستخدام كاميرا آيفون، و كان من بين الصور صورة تم اختيارها لغلاف إحدى المجلات المعروفة.
كاميرا آيفون لهذا العام لا تختلف كثيراً عن مثيلتها للعام الماضي، إلا أن أبل استفادت من المعالج الجديد و احتوائه على وحدة معالجة متخصصة في الذكاء الاصطناعي و كذلك وحدة خاصة بمعالجة الصورة لتحسين جودة الصورة بشكل عام و تقديم مزايا تتوفر لأول مرة في آيفون.
ساعد المعالج الجديد في تحسين جودة الصورة، لاسيما في الإضاءة المنخفضة، و كذلك التعامل مع ظروف الإضاءة الصعبة و المعقدة، كالتصوير وقت الغروب في اتجاه الشمس. كذلك وفرت أبل لأول مرة إمكانية التحكم في مقدار عزل الخلفية حتى بعد التقاط الصورة و حفظها.
و على صعيد تصوير الفيديو، فالهاتفان يقدمان لأول مرة ميزة تسجيل صوت ستيريو مع الفيديو.
و بالنسبة للبطارية، فقد أًصبحت بطارية iPhone Xs تدوم أكثر بنصف ساعة من iPhone X، أما iPhone Xs Max فهو يحتوي على بطارية أكبر، و يتفوق على iPhone X بساعة و نصف.
و يتضمن الهاتفان للمرة الأولى ميزة استخدام بطاقتي سيم، حيث سيمكن تركيب بطاقتين في نسخة الصينية من الهاتف، أما في باقي دول العالم فسيمكن تركيب بطاقة واحدة، إضافة لبطاقة eSIM مدمجة داخل الهاتف، و يتطلب تفعيل البطاقة المدمجة دعم شركات الاتصالات ليمكن الاستفادة منها.
و سيتوفر الهاتفان بثلاثة ألوان، و سيمكن الحجز المسبق للهاتفين في ١٤ سبتمبر، و سيتوفر الهاتفان ابتداءاً من ٢١ سبتمبر ٢٠١٨. سيتوفر الهاتفان بسعات ٦٤ و ٢٥٦ و ٥١٢ جيجابايت، و سيبدأ سعر iPhone Xs من ٩٩٩ دولار، بينما سيبدأ سعر iPhone Xs Max من ١٠٩٩ دولار.
جهاز iPhone XR:
أعلنت أبل عن جهاز آيفون ثالث و هو جهاز iPhone XR. و يعد هذا الجهاز نسخة أرخص من الموديلين أعلاه، لكنه يشترك معها في أغلب المواصفات. فهو يأتي بنفس المعالج و يقدم نفس الأداء.
و هو يأتي بشاشة بمقاس ٦.١ بوصة، لكنها من نوع LCD و ليس OLED كما في الجهازين الآخرين. و قد أطلقت أبل على شاشة هذا الجهاز مسمى Liquid Retina و هي شاشة ممتازة، و قد صنفتها أبل في المؤتمر بأنها أفضل شاشة LCD يتم استخدامها في هاتف ذكي. تأتي الشاشة بكثافة ٣٢٦ نقطة في البوصة، في مقابل ٤٥٨ نقطة في البوصة للجهازين الآخرين. و كذلك تختلف هذه الشاشة في أنها لا توفر ميزة 3D Touch.
في الأمام يحتوي الجهاز نفس كاميرا العمق الحقيقي الموجودة في الجهازين الآخرين، لكن كاميرته الخلفية أحادية، و تأتي بعدسة ذات زاوية واسعة فقط. رغم ذلك فهذه الكاميرا تقدم ميزة البورتريه و عزل الخلفية تماماً كالجهازين الآخرين و لكن دون تقريب بصري.
و بالنسبة للبطارية فهي تدوم أكثر من آيفون٨ بلاس بساعة و نصف. و يأتي الهاتف ب٦ ألوان مختلفة و يحقق معيار IP67 للمناعة ضد الغبار و الماء.
و سيتوفر الهاتف ابتداءاً من ٢٦ أكتوبر ٢٠١٨م بسعر يبدأ من ٧٤٩ دولار.