عقدت أبل مؤتمرها السنوي للمطورين، و لكن بطريقة مختلفة هذه المرة، نظراً لظروف جائحة كورونا. فقد كان حضور المؤتمر يقتصر على المتابعة المباشرة عبر الإنترنت. و كعادة أبل في مثل هذا الحدث السنوي، كشفت أبل عن جديد أنظمتها الموجهة لأجهزتها المختلفة، و كذلك أعلنت عن بدء انتقال أجهزة ماك إلى معمارية معالجاتها الخاصة، فنستعرض معاً أهم ما تم استعراضه في هذا المؤتمر.
النظام iOS 14:
نظام iOS موجه لأجهزة آيفون و آيبود، فمنذ العام الماضي أصبح لآيباد نظام مستقبل، فأصبح بإمكانه التوسع و التطوير لكل نظام على حدة. و قد خطت أبل خطوات واسعة في تطوير نظام آيباد، أما هذا العام، فيبدو أن دور أجهزة آيفون قد حان، فقد قامت أبل بإعادة تصميم شاملة لنظام iOS، فقامت بتنظيم اصطفاف التطبيقات المختلفة في شاشة آيفون، و بدل أن تكون لدينا شاشات ممتدة من البرامج، بحيث ننسى في أي شاشة يوجد البرنامج المعين الذي نحتاجه، قامت أبل باستحداث مكتبة التطبيقات (App Library)، و فكرته تقوم على تقليل عدد شاشات استعراض البرامج، و تصنيف البرامج في مجموعات سهلة التصفح و الوصول، و تظهر أعلى المجموعات مجموعة التطبيقات المقترحة، و هي مجموعة يعدها النظام للمستخدم و يضع فيها التطبيقات الأقرب إلى حاجة المستخدم.
و توسعت أبل في إضافة الودجات (Widgets)، فأصبح بالإمكان مع النظام الجديد أن يخصص المستخدم شاشة البداية (Home screen)، و يضع فيها ما يحلو له من ويدجات- بأي حجم و أي مكان، بين و فوق و إلى جانب التطبيقات. كما فتحت أبل المجال للمطورين لكي ينشؤوا المزيد من هذه الويجات، ليمكن للمستخدم تحميلها من متجر البرامج.
كذلك وصلت لأجهزة آيفون -مع النظام الجديد- ميزة Picture-in-picture، و التي يمكن من خلالها مشاهدة الفيديو كشاشة عائمة، يمكن تصغيرها و تكبيرها و تحريكها، لمتابعة العمل و في ذات الوقت مشاهدة الفيديوهات المفضلة. و طور أبل سيري فلم يعد يشغل كامل الشاشة، و أصبح بإمكانه تحويل الكلام إلى نص داخل الجهاز لتوفير المزيد من الخصوصية للمستخدم.
أما تطبيق الرسائل، فقد تم إضافة العديد من الميزات إليه، فأصبح من الممكن تثبيت الرسائل الأكثر أهمية في أعلى القائمة، كما أصبح بإمكان المستخدم إيقاف الإشعارات لمجموعات المحادثة المزعجة، مع السماح بالإشعارات الذي يتم ذكر اسم المستخدم فيها. و بالنسبة لتطبيق الخرائط، فقد واصلت أبل تطويره ليشمل المزيد من الدول، و دعم إرشاد الدراجات في مناطق و دول جديدة، و أيضاً تم الاهتمام بالسيارات الكهربائية، و ذلك باختيار اقصر الطرق و الطرق التي تمر على محاط لشحن بطارية السيارة.
و فيما يتعلق بميزة CarPlay، فقد تمت إضافة المزيد من خلفيات الشاشة، و بألوان مختلفة للتناسب مع الديكور الداخلي للمزيد من السيارات، كما تمت إضافة المزيد من التطبيقات المفيدة للسيارة، كالتطبيقات المخصصة للمواقف و الشحن الكهربائي و طلب الطعام. و قد بدأت أبل بالعمل مع مجموعة من شركات السيارات مثل BMW لتدعم فتح و تشغيل السيارة عبر جهاز آيفون، و لم يقف الأمر عن استخدام الآيفون كمفتاح للسيارة، بل يمكن أيضاً لصاحب السيارة إعطاء مفتاح الكتروني لمن يود إعارة السيارة إليه مع تحديد الصلاحيات، و في حالة فقدان جهاز الآيفون، فيمكن للمستخدم تعطيل المفتاح باستخدام آيكلود.
و أضافت أبل ميزة App Clips إلى النظام، و هي ميزة يمكن من خلاها تحميل نسخة مصغرة من البرامج، بحيث يمكن تشغيلها في ثوان معدودة عند الوصل لمحل يتطلب تطبيقاتً خاصاً، و كل ما على المستخدم هو وضع الهاتف بجوار البطاقة المخصصة لتقوم تقنية NFC بإكمال العمل، كما يمكن قراءة هذه البطاقة عن طريق الكاميرا.
نظام iPadOS 14:
يكتسب نظام آيباد أغلب الميزات الجديدة في نظام آيفون، و إضافة إليها فإن آيباد سيتحصل على المزيد من المميزات الخاصة له. و من ضمنها خاصية البحث، التي لم تعد- مع النظام الجديد- تشغل كامل الشاشة، و يمكنها الآن البحث في المزيد من التطبيقات لوصول أسهل لما يحتاجه المستخدم.
أما بالنسبة للقلم، فقد تمت إضافة المزيد من المميزات لاستخدام، فقد أضافت أبل ميزة التعرف على الكتابة و ذلك تحت الاسم Apple Pencil/Scribbe، فأصبح بالإمكان الكتابة في خانات البحث أو كتابة الملاحظات بالقلم ليحولها النظام إلى نص مكتوب يمكن التحكم في خصائصه لاحقاً. كذلك يمكن للمستخدم رسم الأشكال البسيطة بالقلم ليحولها النظام إلى أشكال منضبطة.
سماعات أبل – Airpods:
أضافت أبل لسماعتها اللاسلكية مثل التبديل التلقائي، فأصبح من الممكن للسماعات الانتقال من جهاز لآخر تلقائياً، فبمجرد تشغيلك لمقطع فيدو على الآيباد الخاص بك، فإن الصوت سيخرج من السماعات اللاسلكية، و في حال انتقالك لجهاز آيفون الخاص بك، فسترتبط السماعات بالآيفون تلقائياً. و بالنسبة للمميزات التقنية للصوت، فقد طورت أبل لوغاريثميات تسمح بتوفر الصوت المحيطي عبر السماعات اللاسلكية، مع المحافظة على ثبات اتجاهات الصوت حتى عند تحرك المستخدم.
ساعة أبل:
كان لساعة أبل نصيبها من مؤتمر أبل، فقد أضافت أبل إليها ميزة مشاركة وجوه الساعة للمستخدمين الآخرين. و تستطيع الساعة -باستخدام النظام الجديد- التعرف على ساعات نومك و متابعتها، لمساعدتك في تحسين عادات النوم لديك. كما يمكنها اكتشاف غسل اليدين لتساعدك في غسل يديك مدة كافية.
مميزات الخصوصية:
استحدثت أبل ميزة الموقع التقريبي، و ذلك لإعطاء التطبيقات المتطلبة لمكان المستخدم موقعاً تقريبياً، بدل من إعطاء الموقع الدقيق و ذلك حفاظاً على خصوصية المستخدم. و أضافت أبل علامة تظهر في أعلى الشاشة (نقطة حمراء) لتعلم المستخدم أن المايك أو الكاميرا الأمامية قيد التشغيل، و أن تطبيقاً ما يستخدمها في الوقت الحالي. أيضاً استحدثت أبل اتفاقيات الخصوصية المبسطة، و ذلك لمساعدة المستخدم معرفة اتفاقيات الخصوصية بدون الحاجة لقراءة اتفاقيات طويلة.
الحزمة المنزلية (HomeKit):
توفر الحزمة المنزلية في النظام الجديد ميزة تكيف الإضاءة، و بذلك فبالإمكان ضبط الإضاءة طوال اليوم بشكل تلقائي. أيضاً يمكن للحزمة المنزلية التعرف على وجوه الزائرين لتعلم المستخدم عن هوية الزائر عند قرعه لجرس المنزل. و أصبح من الممكن أيضاً التحكم بالمناطق المفعلة في النظام الأمني، و التي يود المستخدم أن تتم مراقبتها.
نظام ماك الجديد – MacOS Big Sur:
أعلنت أبل عن نظامها الجديد لأجهزة ماك، و الذي أطلق عليه Big Sur. و قد استعار النظام الجديد الكثير من واجهة استخدام أجهزة أبل الذكية، فقد أصبح الآن يأتي بمركز التحكم، الذي يتيح الوصول للإعدادات الأساسية كالإضاءة و مستوى الصوت و النمط الليلي و التحكم في شبكة الوايفاي و غيرها.
أما مركز الإشعارات فقد تم تطويره فأصبح يعرض الويدجات إضافة إلى الإشعارات و بشكل أكثر تنظيماً من ذي قبل. و طالت التحسينات أيضاً تطبيق الخرائط الذي تمت إعادة تصميمه مع دعم المزيد من الميزات مثل الخرائط الداخلية و الأماكن المفضلة.
و أضافت أبل لمتصفح سفاري ميزة هامة جداً، و هو مراقبة كلمات السر المحفوظة للبحث عن أي كلمة سر تم اختراقها. كما أصبح سفاري يتيح بضغطة زر الوصول إلى تقرير حول البيانات التي يتتبعها الموقع الذي تقوم بتصفحه. و قامت أبل بتحسين امتدادات سفاري (extensions) مع التركيز على تقليل البيانات التي يستطيع المطورون الوصول إليها.
معالجات أبل لأجهزة ماك:
منذ فترة طويلة و أبل تطور معالجاتها الخاصة للأجهزة الذكية (المبنية على معمارية ARM)، و قد أثبت هذه المعالجات أداءها العالي و اقتصاديتها الكبيرة في استهلاك الطاقة، لذا فقد أعلنت أبل بدء انتقال أجهزة ماك إلى استخدام معالجاتها الخاصة، و من ناحيتها فقد أعلنت أبل جاهزيتها لهذه الخطوة الكبيرة، كاشفة أن الجهاز الذي تم استخدامها في هذا المؤتمر هو جهاز يعتمد أحد معالجات أبل، و إضافة لنظام التشغيل الذي عرضته خلال المؤتمر، فإن أبل لديها نسخ من تطبيقاتها تعمل بكفاءة على المعالجات الجديدة، كما استعرضت أبل بشكل سريع نسخة من فوتوشوب تعمل بكل كفاءة على جهاز المؤتمر.
و قد صرحت أبل بكل وضوح أن هذا التحول يتيح- و لأول مرة- تشغيل كافة التطبيقات الموجهة لأجهزة أبل الذكية على أجهزة ماك، و ذلك دون الحاجة لأي تعديل، و إشارة للمكتبة الكبيرة من التطبيقات الموجهة لأجهزة ماك، فقد صرحت أبل بأنها طورت الإصدار الثاني من تقنية روسيتا، ليمكن لأجهزة أبل بالمعالجات الجديدة تشغيل البرامج الحالية بكل كفاءة.
أما بالنسبة للمطورين فيمكنهم بعد التسجيل أن يحصلوا على جهاز ماك ميني مزود بمعالج من إنتاج أبل، و ذلك خلال أسبوع واحد من هذا المؤتمر، ليبدؤوا في تطوير برامجهم لأجهزة ماك ذات المعالجات الجديدة