لم يكن يوم ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠م يوماً عادياً بالنسبة لشركة أبل، فقد كانت الشركة على موعد مع التاريخ، لتعيد كتابة تاريخ الحاسوب الشخصي، و قد كانت “معالجات أبل سيليكون” هي العنوان الذي تدشن به شركة أبل حقبة جديدة و مختلفة كلياً من تاريخ الكمبيوتر، فلنستعرض معاً ملخص ما عرضته أبل في المؤتمر.
منصة M1.. قوة خارقة باستهلاك منخفض:
كانت أبل قد أعلنت في يونيو الماضي أنها بصدد إطلاق عائلة جديدة من المعالجات المخصصة لأجهزة ماك، و قد وعدت بأن تقدم هذه العائلة من المعالجات أداءًا استثنائياً مع اقتصادية غير مسبوقة في استهلاك الطاقة.
و في هذا المؤتمر تعلن أبل عن أول معالج ضمن العائلة الجديدة لمعالجات ماك، و يحمل هذا المعالج الاسم M1، و هو مصمم خصيصاً لأجهزة ماك، و يقدم كفاءة عالية في الأداء مقابل الاستهلاك. و يضم المعالج ضمن رقاقته وحدة المعالجة المركزية و الذاكرة و وحدات خاصة للذكاء الاصطناعي و غيرها، لذا فهو نظام على رقاقة (SOC).
و تتكون وحدة المعالجة المركزية من ٨ أنوية، ٤ منها هي منخفضة الاستهلاك، و تستهلك ١٠٪ من استهلاك الأنوية الأربع الأخرى التي تقدم الأداء العالي. و تتضمن رقاقة M1 أيضاً وحدة معالجة رسومية تتكون من ٨ أنوية تقدم أداءًا يعادل ٢.٦ تيرافلوب، و هو ما يجعل هذه المعالج الرسومي الأقوى عالمياً على صعيد المعالجات الرسومية المدمجة. أيضاً تتضمن رقاقة M1 محركاً عصبياً مكوناً من ٦ أنوية يستطيع إنجاز ١١ تريليون عملية في الثانية الواحدة.
بحسب شركة أبل، فإن هذه الرقاقة تقدم أداءًا أعلى بنسبة ٣٥٠٪ على صعيد المعالج، و ٦٠٠٪ على صعيد المعالج الرسومي و ١٥٠٠٪ على صعيد تعلم الآلة، و هذه الأرقام مقارنة بما كان موجوداً سابقاً.
ماكبوك أير.. أول جهاز ماك بالرقاقة الجديدة:
بعد الكشف عن رقاقة M1، أماطت أبل اللثام عن أن جهاز ماك يعتمد هذه الرقاقة الجديدة، و هذا الجهاز هو ماكبوك أير.
يأتي الجهاز بالهيكل النحيف الذي اعتدناه في سلسلة أجهزة ماكبوك أير، و لكن هذه المرة بتصميم داخلي جديد يخلو من المراوح تماماً، مما يجعل الجهاز هادئاً تماماً. و مع ذلك فبفضل رقاقة M1 الجديدة، فقد أمكن للجهاز تقدم أداء يتفوق على الجيل السابق من الجهاز بنسبة تصل إلى ٣٥٠٪ على صعيد المعالج و ٥٠٠٪ على صعيد المعالج الرسومي. أما سرعة تعلم الآلة فقد زادت بسبة ٩٠٠٪.
و تدعم شاشة الجهاز ألوان P3 و تقنية True Tone، مما يجعل الجهاز مثالياً لأعمال الرسوميات و الفيديو الاحترافية. يدعم الجهاز لغاية ٢ تيرابايت من التخزين و ١٦ جيجابايت من الذاكرة. و تستطيع البطارية إمداد الجهاز بالطاقة لفترة تصل إلى ١٨ ساعة متواصلة.
الجهاز متوفر للطلب المسبق، و سيتوفر الأسبوع القادم بسعر يبدأ من ٩٩٩ دولار، مع عرض خاص للطلبة بسعر ٨٩٩ دولار.
ماكبوك برو ١٣ مع رقاقة أبل سيليكون:
و كشفت أبل عن أول جهاز ماكبوك برو مزود برقاقة M1 الجديدة، و هو يستبدل الفئة المنخفضة لماكبوك برو، و يأتي ماكبوك برو بالرقاقة M1 نفسها الموجودة في ماكبوك أير، و لكن مع اختلاف صغير و مهم، و هو توفره بمعالج رسومي أعلى مستوى.
و على خلاف ماكبوك أير، فإن ماكبوك برو يأتي بهيكل أقل نحافة و بنظام تبريد بالمراوح، للحصول على أداء ثابت مهما زاد الحمل على الجهاز. و يقدم الجهاز طاقة معالجة أعلى بنسبة ٢.٨ من الموديل السابق، و وحدة تعلم للآلة أقوى ب١١ مرة، و هو ما يجعله أقوى جهاز احترافي بهيكل نحيف.
و بالنسبة للبطارية فهي تزود الجهاز بالطاقة الكافية ل١٧ ساعة من التصفح أو ٢٠ ساعة من مشاهدة الفيديو. و سيتوفر الجهاز في الأسبوع المقبل بسعر ١٢٩٩ دولار، بخيارات ذاكرة تصل إلى ١٦ جيجابايت و سعة تخزينية تصل إلى ٢ تيرابايت.
ماك ميني
اختارت أبل جهاز ماك ميني ليكون أول جهاز مكتبي يحمل الرقاقة الجديدة M1، و يتميز جهاز ماك ميني بحجمه الصغير، و هو مع ذلك يوفر مساحة كافية لنظام تبريد يعتمد المبددات الحرارية و المراوح.
و بفضل هذه الرقاقة يقدم الجهاز أداءًا استثنائياً، فهو يستطيع تصدير مشاريع إكس كود بسرعة تصل ل٣٠٠٪ مقارنة بالجيل السابق، كما يمكنه تشغيل الألعاب بمعدل إطارات أعلى بنسبة ٤٠٠٪، أما لمحترفي المونتاج، فالجهاز الجديد يمكنه تسريع تصدير المشاريع المعقدة بنسبة ٦٠٠٪. و بفضل نظام التبريد في الجهاز، فإن بإمكانه المحافظة على ثبات أداء الجهاز مهما زاد الحمل عليه.
سيتوفر الجهاز في الأسبوع المقبل لقاء ٦٩٩ دولار أمريكي كبداية، و تتوفر خيارات للذاكرة تصل إلى ١٦ جيجابايت و للسعة التخزينية تصل إلى ٢ تيرابايت.
نظام ماك أو إس Big Surr:
يشكل نظام التشغيل علامة فارقة بالنسبة لأجهزة ماك، فهو مصمم لإخراج كل قطرة من الأداء لأجهزة ماك، و كون أجهزة ماك الجديدة تقدم تقنية جديدة كلياً بالنسبة لأجهزة ماك، لذا فلا بد من نظام تشغيل جديد كلياً لعائلة رقاقات أبل الجديدة.
و ستكون هناك نسختان من النظام، واحدة للأجهزة المعتمدة على معالجات إنتل و الأخرى لأجهزة أبل سيليكون. و ستتوفر النسخة النهائية من النظام الجديد في ١٢ نوفمبر.