أعلنت أبل للتو عن أحدث أجهزة آيباد برو، لكن لم يكن الإعلان عادياً هذه المرة، فبدءاً من الوقت الذي خصصته أبل لعرض مميزات الجهاز، إلى المواصفات غير العادية التي تضمنها جهاز آيباد برو، فثمة هناك الكثير لنقرأه مما بين السطور.
آيباد برو من A14X إلى M1
توقع الجميع أن يأتي جهاز آيباد برو بنسخة X من المعالج A14 Bionic، ليحصل على دفعة أداء تعطيه أفضلية على أجهزة آيفون و آيباد العادية، لكن المفاجأة أن أبل صدمت الجميع بتوفره بالمعالج M1! و هو ذات المعالج المستخدم في أجهزة ماك المحمولة و المكتبية. و قد حرصت أبل أن تدشن هذه الخطوة بمقطع فيديو بمستوى سينمائي، مما يؤكد أن أبل تعتبر هذه الخطوة خطوة كبيرة جداً في تاريخ آيباد. فما الذي ترمي إليه أبل من هذه الخطوة.
تبني آيباد برو للمعالج M1 قد لا يكون حدثاً عابراً
المعالج M1 أصبح معروفاً بين مستخدمي الكمبيوتر بجميع فئاتهم، فالاسم M1 أصبح مرادفاً للقوة و الكفاءة العالية و الاستهلاك المنخفض للطاقة. و شركة أبل لم تكتفِ باستخدام هذا المعالج فقط، بل زودت آيباد برو بسعات تخزين تصل إلى ٢ تيرابايت و أيضاً سعات الذاكرة نفسها المتوفرة للماك: ٨ و ١٦ جيجابايت. و بحسب التجربة فإن جهاز آيباد بأقوى برامجه يمكنه الاكتفاء ب٦ جيجابايت من الذاكرة، و لو كان هدف أبل مجرد زيادة الذاكرة كما تفعل بين فترة و أخرى، لكان بإمكانها زيادة الذاكرة بمقدار ١ أو ٢ جيجابايت، لتصبح الخيارات ٧ و ٨ جيجابايت أو ٨ و ١٠ جيجابايت على الأكثر.
شاشة mini-LED الجديدة بوابة للمستقبل:
شاشات Mini-LED تنقل آيباد لمستوى جديد كلياً
و إذا أضفنا إلى المعطيات شاشة Mini-LED الجديدة التي تعطي جودة صورة غير مسبوقة و بشكل يضاهي شاشة أبل الاحترافية XDR، و أيضاً نظرنا إلى قدرة الجهاز على تشغيل شاشة أبل الاحترافية بكامل دقتها (٦كي)، فالأمر هنا يحتاج الكثير من التوقف. فإذا كان المستخدم المتقدم يقدر شاشة آيباد برو الجديدة ذات الجودة العالية و دعم ١ بليون لون وتكنولوجيا HDR و الإضاءة و التباين الفائقين، فهذا أمر يمكن تفهمه بالنسبة لهذه الفئة، لكن لماذا يريد أي مستخدم لجهاز آيباد برو توصيله إلى شاشة أبل الاحترافية التي يبلغ سعرها مع الحامل ٦٠٠٠ دولار؟!
التوافق مع شاشة أبل ٦كي XDR هي كلمة السر
بفضل المعالج M1 و منفذ ثندربولت.. آيباد برو الجديد يمكنه تشغيل شاشة أبل الاحترافية
لنجيب عن هذا السؤال ينبغي أن نحدد الفئة التي تستهدفها شاشة أبل الاحترافية، فهذه الشاشة موجهة للمستخدمين المتقدمين جداً، و صناع المحتوى المحترفين الذي تخدمهم هذه الشاشة في تحرير الصور و الفيديو، و تساعدهم دقتها العالية في صناعة محتوى الصوتي و المرئي عالي الجودة. بمعنى آخر من سيوصل جهاز آيباد برو لشاشة أبل الاحترافية هو التأكيد أحد محترفي الصوتيات و المرئيات، مما يعني أن البرامج الاحترافية التي لطالما رأيناها متوفرة للماك فقط ستتوفر حتماً لأجهزة آيباد برو بعد طرحه بوقت قصير، و هو ما يفسر إرجاء أبل لتوفير الجهاز في الأسواق إلى النصف الثاني من مايو، ليكون على بعد أيام من مؤتمر المطورين لتكمل أبل آخر قطع الأحجية.
مؤتمر يونيو و تكشف آخر قطع الأحجية:
هل تعمدت أبل إطلاق أجهزة آيباد قبل أيام من مؤتمر المطورين؟
نعتقد في مساحة تقنية بأن شهر يونيو سيشهد الإعلان عن توفير برامج فاينال كات و لوجيك برو و موشن، و كذلك فإننا نكاد نجزم بأن أبل قد بدأت بالفعل و منذ زمن التنسيق مع شركات من وزن ادوبي و بلاك ماجيك و غيرهما لتعمل على تجهيز برامجها لايباد برو. و كون مؤتمر يونيو مختص بالمطورين و يركز على عرض جديد أنظمة أبل، فإننا نتوقع أن تكون هناك طفرة في نظام iPadOS لهذا العام، حيث نرجح أن يشكل هذا العام نقلة نوعية لنظام آيباد، و الاحتمال بأنه سيقترب كثيراً من نظام الماك، و سيدعم هذا التوجه وحدة البرامج بين النظامين، فلا يبقى على أبل سوى أن تنقل نظام آيباد خطوة للأمام ليصبح بيئة أكثر مرونة و إنتاجية، كما أن الاحتمال موجود أن تجمع أبل في نظام iPadOS بين نظامي ماك و آيباد على صعيد واجهة الاستخدام، بحيث يتحول النظام إلى واجهة ماك بالكامل بمجرد توصيل لوحة المفاتيح السحرية.