أحدثت أبل ضجة كبرى في عالم المعالجات بإطلاقها للمعالج M1، العضو الاقتصادي في عائلة معالجات M المخصصة لحواسيب ماك. فعلى خلاف ما اعتقده الكثيرون بأن المعالجات المبنية على معمارية آرم لا يمكنها النجاح كمعالجات مكتبية، فقد أثبتت أبل بأن بإمكانها البناء على هذه المعمارية و تحقيق مستويات غير مسبوقة على مستوى كفاءة المعالجات و قوة أدائها، خصوصاً على مستوى النواة الواحدة.
و رغم أن المعالج M1 كان من الفئة المنخفضة في منظومة معالجات أبل، إلا أنه يتمكن بكل بساطة من مقارعة أقوى معالجات الحواسيب المحمولة من إنتل، و قد استثمرت أبل هذا التفوق في الأداء و الاقتصادية في الطاقة، و عممت هذا المعالج على جميع أجهزة ماك من الفئة المنخفضة و المتوسطة، كما و استخدمته في جهاز آيباد برو الأخير.
هذه التطورات دفعت انتل لإعادة النظر في معالجاتها، و حيث أنها غير جاهزة إطلاقاً لكي تطلق معالجات بمعمارية آرم، خصوصاً و أن كولكم المتخصصة في هذا المجال لم تنجح سابقاً في تطوير معالجات يمكنها منافسة المعالجات المكتبية. لذا فكرت انتل في أخذ اتجاه مختلف، فقد انتشر قبل مدة أن انتل تفكر بجدية في تطوير معالجات جديدة تزاوج فيها بين أنوية عالية الاداء و أخرى اقتصادية في الطاقة، و هي نفس فكرة معالجات آرم المسماة big.LITTLE.
التسريب الأول لمعالج انتل القادم:
و مؤخراً وصلتنا أو التسريبات حول خطة انتل، و التي أصبحت الآن قيد التنفيذ و في مراحلها الأخيرة، فقد كشفت منصة GeekBench لاختبارات المعالجات عن وجود معالج قادم من انتل بمعمارية Adler Lake (الجيل الثاني عشر)، و بعدد أنوية يبلغ ١٤ نواة، لكن المختلف هذه المرة أن هذه الأنوية تنقسم إلى قسمين: ٦ أنوية عالية الأداء داعمة لتعدد خيوط المعالج (HyperThreading)، إضافة ل٨ أنوية اقتصادية في الطاقة و غير داعمة لتعدد خيوط المعالجة. و النتيجة هي معالج ب١٤ نواة و ٢٠ خيط معالجة يعمل بتردد يترواح بين ٩٤٥ ميجاهرتز و حتى ٤,٢ جيجاهيرتز.
نتائج الاختبار:
بحسب النتائج المسربة المعالج القادم من انتل يحرز ١٢٥٨ نقطة في اختبار النواة الواحدة، بينما يحرز ٦٨٣١ نقطة في اختبار الأنوية المتعددة. و لو قارننا هذه النتائج مع نتائج المعالج M1، فسنجد أن معالج أبل يتفوق بفارق واضح، ففي اختبار النواة الواحدة بما يقارب ٤٠٪ (١٧٤٥ نقطة) بينما يبلغ الفارق في تعدد الأنوية حوالي ١٢٪ (٧٦٧٤ نقطة)، مع العلم بأن معالج أبل يحوي ٨ أنوية في مقابل ١٤ نواة في معالج إنتل، مما يكشف عن تفوق كبير في كفاءة معالجات أبل.
كما أننا لحد الآن لا نملك أرقام الاستهلاك الكهربائي لمعالجات انتل القادمة، و من المرجح جداً أنها لن تتفوق على معالجات أبل في هذا الجانب. إضافة لذلك ففي هذه المقارنة نحن ننظر إلى معالج من الفئة العالية من انتل في مقابل الفئة المنخفضة لشركة أبل، علماً بأن أبل لديها فئة عالية قد نراها قبل نهاية هذا العام، و بالتالي من الواضح أن النتيجة محسومة لصالح أبل و حتماً فالفارق لن يكون بسيطاً.
انتل بين الواقع و الآمال:
تثبت أبل تفوقها كل يوم، فمعالجاتها الجديدة قد لفتت أنظار الكثيرين، فهي البوابة لمستقبل الحواسيب الشخصية، أما انتل فقد راهنت على معالجاتها بمعمارية x86 التي أهملت كثيراً في تطويرها بشكل جدي، معولة على سمعتها التي اكتسبتها و ثقة المستهلكين بها، و رغم تفوق AMD على إنتل منذ أعوام، إلا أن إنتل ظلت تحافظ على حصتها الكبيرة في السوق نظراً لاسم إنتل اللامع و اللون الأزرق الذي ظل المستهلكون يفضلونه على ما سواه، لكن الهزة التي أحدثتها أبل قد بدأت فعلاً في تغيير قواعد اللعبة، و على إنتل أن تخطو خطوات كبيرة و عملية للمحافظة على مكانتها مع بدء تغير خارطة عالم الحواسيب الشخصية.