المراجعة الشاملة لويندوز ١٠

بعد ساعات قليلة، سنشهد إطلاق ويندوز ١٠، و هو أحدث إصدار من ويندوز، و سيكون هذا هو الإصدار الأخير من ويندوز، حيث سيتم ترقية نظام ويندوز مستقبلاً و إضافة المزيد من الميزات و التحسينات إليه عن طريقة تطبيق Windows Update.

إصدار ويندوز الذي اختبرناه:

بدأت تجربتنا مع ويندوز١٠ مع إطلاق الإصدار التجريبي الأول في أكتوبر ٢٠١٤، و انتقلنا من نسخة تجريبية إلى أخرى، و عايننا تطور النظام خطوة بخطوة حتى وصلنا، إلى آخر إصدار من النظام و هو Windows 10 Build 10240، و هذا الإصدار الأخير هو النسخة التي سيتم إطلاقها بعد ساعات قليلة من نشر هذه المراجعة، و هي متوافرة وقت كتابة هذه السطور ضمن برنامج Windows Insider، و هو برنامج ينضم فيه كل من يود تجربة ويندوز١٠ في إصداراتها التجريبية.

و هذه المراجعة هي- بالتأكيد- حول الإصدار الذي يحمل الرقم 10240، و هذا الإصدار تم إرساله في وقت سابق لشركات الكمبيوتر لتتمكن تثبيته على اجهزتها تمهيداً لإطلاقه في ٢٩ يوليو، كما تم توفيره ضمن برنامج Windows Insider ليتم اختباره من قبل عدد كبير من الناس، و معرفة مواضع الخلل فيه (إن وجدت) ليتم تصحيحها، و بالفعل، منذ تثبيت هذا الإصدار، وصلتنا العديد من التحديثات التي تحسن النظام و تزيد من عامل الأمان فيه، و تنوي مايكروسوفت إبقاء برنامج Windows Insider حتى بعد إطلاق النظام رسمياً، لتواصل في تحسينه و تطويره.

هل ويندوز ١٠ مجاني؟

أوضحنا في مقال سابق أن ويندوز ١٠ سيتوفر مجاناً فقط لمن يملك نسخة مرخصة من ويندوز ٧ (مع Service Pack 1 ) أو ٨.١، حيث يلزم أن يكون ويندوز ٧ أو ٨ بآخر تحديث له. أما من يملك نسخة غير مرخصة من ويندوز ٧ أو ٨ فيتوجب عليه شراء ويندوز ١٠ فيما لو أراد ذلك. و يمكن لمن يريد البقاء ضمن برنامج Windows Insider البقاء فيه، و لكنه سيستعمل نسخ و تحديثات تجريبية من ويندوز ١٠.

جدول بالإصدارات المستحقة للترقية المجانية لويندوز ١٠

متطلبات تشغيل ويندوز ١٠:

بشكل عام فإن متطلبات تشغيل ويندوز ١٠، مشابهة لما هي عليه في ويندوز ٧ و ٨. و قد أخذنا متطلبات التشغيل الدنيا من الموقع الرسمي لمايكروسوفت، و هي كالتالي:

• المعالج: معالج بتردد ١ جيجاهيرتز فما فوق
• الذاكرة رام: ١ جيجابايت لنسخة ٣٢بت من الويندوز، و ٢ جيجابايت لنسخة ٦٤بت كحد أدنى
• السعة التخزينية: ١٦ جيجابايت فارغة لنسخة ٣٢بت و ٢٠ جيجابايت لنسخة ٦٤بت
• بطاقة الشاشة: أي بطاقة شاشة داعمة لمواصفة DirectX 9 مع توفر برنامج قيادة لها من نوع WDM
• الشاشة: أي شاشة تدعم دقة ٨٠٠ X ٦٠٠ كحد أدنى

بين أقراص DVD و فلاشات USB:

سوف يتوفر ويندوز ١٠ على أقراص DVD، كما سيتوفر على فلاشات USB. و بالنسبة لمن حمل نسخة الويندوز كلمف آيزو من مايكروسوفت قبل الإطلاق الرسمي أو أنه قام بشراء نسخة DVD الرسمية، فإنه يملك الإمكانية لنقله إلى فلاش USB، تثبيه النظام منه، و يحتاج قبل ذلك إلى استخراج ملف iso من القرص باستخدام أي من برامج نسخ الأقراص مثل Nero و Ashampo.

و لتحويل نسخة الآيزو هذه إلى فلاش USB، فتوجد هناك برامج تقوم بالعملية، أسهلها برنامج rufus المجاني و الذي يمكن تحميله بسهولة من الإنترنت. كل ما يتطلب الأمر هو فلاش بحجم ٨ جيجابايت، و ملف الآيزو لويندوز١٠ و الذي يمكن استخراجه من قرص الويندوز أو تنزيله من موقع مايكروسوفت.

تثبيت النظام:

يتميز تثبيت ويندوز١٠ بالسهولة و السلاسة، و قد استغرق منا تركيب الويندوز حوالي ١٥ دقيقة، باستخدام نسخة ويندوز ١٠ على فلاش USB، و قد تم التركيب على قرص صلب من نوع SSD، و سيكون الوقت أطول عند التثبيت من قرص DVD و على قرص صلب عادي و ذلك حسب مواصفات الجهاز، لكن العملية في النهاية سلسة و خالية من أية تعقيدات.

يبدأ برنامج التثبيت بشعار ويندوز الجديد، ثم تظهر شاشة لتحديد خيارات اللغة، ثم يعرض عليك البرنامج إدخال الرقم التسلسلي لتفعيل النسخة إذا كانت نسختك أصلية، و يمكن تجاوز هذه الشاشة بدون إدخال هذا الرقم، كما يمكن ادخال هذا الرقم في أي وقت بعد تثبيت النسخة.

بعد ذلك تظهر لك اتفاقية الاستخدام، و بعدها يمكنك اختيار القرص الذي تود تثبيت النظام عليه. و يمكن من خلال هذه الشاشة إعادة تقسيم القرص الصلب، إذا ما أراد المستخدم ذلك.و حالما يتم اختيار القسم المراد التثبيت عليه، يبدأ تثبيت النظام بدون أي حاجة للتدخل من قبل المستخدم.

بعد انتهاء نسخ الملفات تظهر خيارات تخصيص النسخة، ككتابة اسم المستخدم، و تحديد كلمة المرور، كما يمكن ربط الويندوز بحساب مايكروسوفت (يتطلب ذلك إيميل من مايكروسوفت مثل hotmail).

نظرة أولى على نظام ويندوز ١٠:

من النظرة الأولى يبدو نظام التشغيل مألوفاً لأي مستخدم لإصدارات ويندوز السابقة، حيث يظهر سطح المكتب منظماً، و تظهر أيقونة سلة المحذوفات فقط أول تثبيت النظام، و يمكن إضافة باقي الأيقونات التي اعتاد المستخدم عليها عن طريق لوحة التحكم. و نقصد بهذه الأيقونات: أيقونة جهاز الكمبيوتر و ملفات المستخدم و الوصول للشبكة.

زر البداية يعود من جديد حاملاً أفضل ما فيه عالم ويندوز ٨ و ما قبلها

و على طول الحافة السفلية من الشاشة يظهر شريط المهام، الذي اعتمدته مايكروسوفت منذ ١٩٩٥ (ويندوز ٩٥). و يظهر في طرف هذا الشريط زر البداية (Start).

زر البداية – Start menu:

و قد اصبح زر البداية يدمج ما بين زر البداية الكلاسيكي (الذي عرفناه في ويندوز ٧ و ما قبلها) و بين واجهة الميترو الموجودة في ويندوز ٨، حيث يمكن استخدام زر البداية لتشغيل البرامج و الوصول إلى أهم وظائف النظام، و كذلك تظهر على اليمين شاشة ميترو مصغرة تظهر فيها البرامج كمربعات قابلة للتصغير و التكبير و التحريك.

سهولة التنقل بين التطبيقات في قائمة البداية عبر الضغط على الحروف الأبجدية

 

تضم قائمة زر البداية أهم التطبيقات و الأكثرها استخداماً، أما للوصول لجميع البرامج، فيمكن الضغط على All Apps في اسفل القائمة، و ستظهر جميع البرامج مرتبة أبجدياً. و هناك ميزة مفيدة جداً لمن لديه عدد كبير من التطبيقات، حيث يظهر أن القائمة مقسمة حسب الحروف الأبجدية كما أوضحنا، و بمجرد الضغط على الحرف الأبجدي فوق أية مجموعة، فإن قائمة بالحروف الأبجدية تظهر لنا نستطيع من خلالها القفز إلى أي حرف بسرعة و سهولة.

و إلى جانب زر البداية، هناك شريط للبحث، يمكن من خلاله البحث عن أي شئ داخل الكمبيوتر أو حتى في شبكة الإنترنت، كما يمكن الوصول إلى خدمة المساعد الشخصي عبر هذا الشريط.

لوحة التحكم:

توجد في ويندوز ١٠ لوحتين للتحكم، فهناك لوحة التحكم الكلاسيكية التي رأيناها في ويندوز ٧ و ما قبله، كما يوجد تطبيق آخر للإعدادات هو تطبيق Settings، حيث توجد فيه الكثير من الإعدادات.

و يبدو أن سبب وجود برنامجين لتعديل إعدادات النظام هو أن النظام مصمم لمختلف أنواع الأجهزة، فتطبيق Setting مصمم للأجهزة المحمولة مثل التابلت و تطبيق Control Panel التقليدي مصمم لواجهة الدسكتوب، و يجدر أن نذكر هنا أن نظام ويندوز ١٠ للكمبيوتر يمكن تشغيله بوضع التابلت أو وضع الدسكتوب و ذلك بضربة زر، و هذه الميزة جميلة و مفيدة، خصوصاً و أن هناك أجهزة تابلت يمكن تحويلها إلى لابتوب (Covertable).

من خلال التجربة وجدنا أن وجود لوحتين للتحكم يمكن الاعتياد عليه، إلا أنه في بعض الأحيان يكون هناك إرباك بسيط في البحث عن بعض الإعدادات لوجود لوحتين للتحكم. لكن نظام البحث الفعال في ويندوز ١٠ يستطيع حل الموضوع و إيصالنا للإعدادات المطلوبة في لحظات.

مركز الإشعارات و الإجراءات – Action Center:

و هو من الميزات الجميلة لويندوز ١٠، و يمكن الوصول إليه عبر الضغط على أيقونة تحمل شكل “فقاعة كلام” في طرف شريط المهام. و يمكن من خلاله الإطلاع على آخر الإشعارات، كما يمكن الوصول الكثير العديد من المهام بضربة زر. و يستطيع المستخدم تخصيص المعلومات و الإعدادات حسب حاجته و رغبته.

البرامج المرفقة مع ويندوز ١٠:

يأتي نظام ويندوز ١٠ محملاً بعدد من التطبيقات المفيدة، من ضمنها تطبيق تقويم جديد يتيح تسجيل المواعيد و الأحداث، كما يستفيد التطبيق من ارتباط الويندوز بحسابك، فيضيف لك تلقائياً كافة أعياد ميلاد معارفك. كما يتوفر مع النظام تطبيق خاص للهاتف المحمول (Phone Companion) يستطيع المزامنة بين هاتفك و الكمبيوتر، و يوفر لك تكاملاً ممتازاً بين الجهازين. كما يحتوي النظام على تطبيق للطقس و آخر للخرائط يحتوي كافة المزايا التي تتوقعها من أي تطبيق خرائط يتوفر على الهاتف المحمول.

متصفح مايكروسوفت الجديد Microsoft Edge

يتميز المتصفح الجديد بواجهة جديدة كلياً، و تهدف الواجهة الجديدة إلى تخصيص أكبر مساحة ممكنة لاستعراض الصفحات، و لتحقيق ذلك تمت إعادة ترتيب جميع خصائص و تحكمات و قوائم البرنامج. أداء البرنامج ممتاز و التصفح به مريح و سلس، و حسب تصريحات مايكروسوفت، فإن البرنامج سيدعم مستقبلاً الإضافات البرمجية (Add-ons) كما هو الحال في متصفح فايرفوكس و جوجل كروم، و هي ميزة بلا شك ممتازة.

تعدد المهام:

يمكن رؤية جميع اسطح المكتب و التطبيقات المفتوحة و التنقل بينها بزر على شريط المهام

 

يحتوي ويندوز ١٠ على مميزات رائعة من حيث تعدد المهام، فهو يتيح انقسام الشاشة لبرنامجين أو أربعة برامج، لتعمل جنباً إلى جنب بملء الشاشة، و تعمل هذه الميزة بسحب نافذة التطبيق إلى الطرف الأيمن أو الأيسر من الشاشة لتنقسم الشاشة إلى قسمين، و لتقسيمها إلى أربعة أقسام يمكن سحب نافذة التطبيق إلى زاوية الشاشة.

يمكن تقسيم الشاشة بمجرد سحب التطبيقات إلى الأطراف أو الزوايا

كما يمكن لأول مرة في نظام ويندوز فتح أكثر من سطح للمكتب، بحيث يحتوي كل سطح مكتب على برامج و نوافذ مختلفة، و يمكن رؤية اسطح المكتب المفتوحة و التنقل بينها عن طريق ضغط زر خاص بذلك على شريط المهام.

الأداء و الإستقرار:

رغم أن النظام لم يتم إطلاقه رسمياً إلا أنه يتميز باستقرار كبير، حيث لم نلحظ إلا مشاكل هامشية و قليلة جداً، علماً بأن مايكروسوفت لازالت تعمل على تحسين النظام، و كان آخر تحديث للنظام قبيل كتابة هذه السطور بقليل. قمنا بتثبيت برنامج مايكروسوفت أوفيس ٢٠٠٧ و لم نلحظ أية مشكلة في التوافقية، رغم قدم إصدار الأوفيس، كما قمنا بتجربة تثبيت برنامج Visual Studio 2015 و الذي اطلقته مايكروسوفت قبل ثمانية أيام فقط، و كان الأداء جيداً و مستقراً.

خلاصة الكلام:

كان رحلتنا مع نظام ويندوز ١٠ ممتعة منذ لحظاته الأولى، و قد قطعت مايكروسوفت شوطاً طويلاً للوصول إلى نظام تشغيل متكامل و يعتمد عليه. و إذا كنتم من مستخدمي نظام ويندوز، فإن ويندوز ١٠ أفضل من أي إصدار سبق، و مستخدمي ويندوز ٧ و ٨ لديهم الفرصة للحصول عليه مجاناً خلال عام واحد من الآن.

الإصدار العاشر من ويندوز لم يصل للكمال، لكنه ليس بعيداً عنه، و نتوقع له خلال فترة بسيطة أن يتكامل أكثر و أكثر مع التحديثات و التحسينات المستمرة، ليصبح الأسطورة القادمة لأنظمة مايكروسوفت، و الذي لن تكون هناك اسطورة بعده.